لطالما تساءلت دوما ..؟!!
عندما أرى كثيرا من الأسرار في أعين من أمامي..
عندما تحدثني نظراته بما لا ينقطه لسانه..
بما لا يعكس ظاهره ..
هل هناك من هو سعيد حقا..
أنا أراه كذلك الجميع يراه أيضا..
لكن ما الذي يخفيه وراء كرم ابتسامته..
ضجيج ضحكاته .. كثرة مزحه ودعاباته..
هل هي من أعماق قلبه..
أم أنه قناع يخفي به آلآمه..
مجرد ستار خلفه يختبئ الكثير..
هو يضحك جهرا ويبكي سرا..
يثرثر كثيرا..رغم الصمت الذي يسكنه..
وكل ذلك يهون أمام من يظن أن ذلك الإنسان
بالفعل يعيش حياة كاملة..لا ينقصها شيء..
يتمنى لو أنه يحل محله.. ولو أنه يعلم ما
به لحمد الله كثيرا على ما يمتلكه..
نعم ؛ هو يراه سعيدا دوما .. فرحا ؛ حتى أنه
قد لا يحزن أبدا..
لكنه حقيقة خلاف ذلك..
هو فقط يتجاهل كل تلك الظروف المحيطة به..
هو لا ينساها بل يتناساها..
يحاول أن يغض طرفه عنها.. رأفة بحاله وبمن
حوله..
فقط كي لا يزعج من يحبه ويجعله يقلقل عليه
..
(( هذا إن كان لديه من يفعل.. ))
عندما أطيل النظر في أعين الكثيرين..
هنا أدرك أننا جميعا
(( الجميع دون استثناء ))
لديهم هم يحملونه على عواتقهم..سواء كان ذلك الهم يسيرا أم عسيرا..
قد يظهر حينا على ملامحه ..ويواريه حينا خلف
مظهر مصطنع يوحي بالسعادة..
لكنني على يقين تماما من أن كل ما يثقلنا
لا يدوم ..
وسيأتي يوم يسعدنا ينسينا ما قد يكون أشقانا
زمنا..
وكفى بقول الرحمن الرحيم أملا :
{ فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا }
{وعسى أن تكرهوا وهو خير لكم
وعسى ان تحبوا
وهو شر لكم }
فلك الحمد ربي على كل حال ..
فإنه لا يحمد على مكروه سواك..