الاثنين، 24 ديسمبر 2012

قصة فتاة..






فتاة صغيرة تعيش في مدينة جميلة، وتملك بستانا رائعا فيه من جميع أنواع الأشجار، لكل شجرة شخص يملكها، كانت الفتاة تحب جميع أشجارها، ولكنها تفضل البعض بشكل خاص..في صغرها عندما
كانت في المرحلة الابتدائية كان تجولها في الحديقة بشكل محصور،ولكن رغم صغر المساحة كان لديها شجرتان متقاربتان، إحداهما رمان والأخرى تين، بادلها صاحبي الشجرة الحب وأغدقا عليها من ثمر شجرتيهما، بل كانا لطيفين جدا معها فنشأة محبة ودودة، وعندما أصبحت في المرحلة المتوسطة كبرت المساحة التي تتجول فيها..فأكتشفت شجرة نخيل شامخة..أحبتها جدا..
أصبحت تزورها كل يوم لا تكاد تفارقها..كان الشخص الذي يملكها مرناً بعض الشيء،،لكنه لا يهتم بالفتاة كما تفعل هي..فقد كان يعطيها القليل من الرطب ما بين الفينة والأخرى، لم يكن كريما كصاحبي شجرتي الرمان والتين اللذان لم يبخلا عليها يوما.. كانت ترضى بهذا العطاء رغم قلته فقليل منه خير من لا شيء.. تقدمت قليلا فأستهوتها شجرتان  أخريان لم تعرف ما هما..ولم يتسنى لها الاحتكاك بصاحبيها كثيرا،فأكتفت بالنظر عن بعد فقط..
كبرت الفتاة وأصبحت في المرحلة الثانوية..وأصبح لها حرية التجوال في جميع أنحاء البستان..أحبت كثيرا الأشجار في النواحي التي لم تزرها من قبل ،، ولكنها جذبت بقوة نحو شجرة البرتقال التي كان لديها مكانة خاصة لديها..كانت ترى صاحبها وتتحدث معه،لكنها  تدرك رغم ذلك أن هناك شيئا مفقودا..
فهي تراه بشكل يومي تقريبا، لكن الحديث معه متقلب.فأحيانا تسهب الحديث معه..وأخرى لا تكاد تلقي عليه التحية.
 أما شجرة  الكمثرى فقد كان صاحبها أكثر الأشخاص الذين في هذا البستان رقيا..تقف جليا احتراما له،،رغم قلة حديثه..وكونه متحفظا إلا أنه رائع..تعرفت أيضا على صاحب شجرة المانجا الذي كان من أروع ساكني البستان،،كان لطيفا جدا وبسيطا بل جذابا..ترتسم البسمة على محياه دوما..ولا يكاد يرفض للفتاة طلبا أبدا..رغم أن حديثهما لم يجاوز عبارات قليلة وسطحية..





تقدمت قليلا فرأت صاحب شجرة قصب السكر..الذي كان رسميا بشكل عام..لكنه الشخص الذي يدفعها للأمام،ويشعرها بقيمتها..ويمنحها الطاقة لمجاوزت الصعاب..كان متفردا ومميزا رغم جديته التي اتصف بها..
مضت الأيام ،وكانت فرحة جدا،فهي تستيقظ مبكراً،لتبدأ جولة جديدة في بستانها الواسع ،وتقطف من ثماره وتبادل ساكنيه الأحاديث..وفي أحد الأيام وأثناء تجولها..لفت انتباهها جزء من البستان لم تره من قبل ،ساقها الفضول للاتجاه نحوه..كان مظلما قليلا محاط بسور لا يوجد به سوى نخلة واحدة في وسط البستان..تقدمت إليها رغم أنها كانت مرتفعة قليلا ؛؛ لوجودها على تل في آخر البستان ،وكان الطريق وعرا وشاقا.لكن حبها دفعها نحوها،وما كادت تكتمل فرحتها بالوصول إليها حتى صدمة بقوة..فصاحب الشجرة الذي تصورته شخصا مميزا..كان فضاً معها،، حتى أنه لم يسمع منها كلمة واحدة..بل إنه دفها لتسقط من أعلى التل وتجرح ؛؛
حزنت الفتاة كثيرا..ولم تستطع زيارة بستانها شهرا كاملاً،،واكتفت بالنظر إليه من بعيد..والغريب في ذلك كله أن أحدا لم يفقدها.،،سوى شخص غامض لم تعلم من هو..رغم أنها تظن أنه قد يكون صاحب شجرة المانجا..بل إنها كادت تبيع بستانها الأجمل..لكنها بعد تفكير طويل قررت الإبقاء عليه..بل إنها عادت بإصرار كبير لمعاودة المحاولة،وقررت أن تتعرف على صاحب تلك الشجرة بل وتقترب منه،، رغم أنه استمر  في إسقاطها كل مرة تأتيه..ولمدة طويلة،،كانت تقاوم وتتصنع القوة بالرغم من الإحباط الذي كان يحيط بها..وبعد محاولات متكررة،استطاعت البقاء على التل..
ولكنها لم تتعرف بصاحب النخلة بعد..فهي كانت تقف بعيدة عنه حتى لا يسقطها كما يفعل دوما..
أدركت أنها تضيع وقتها عبثا..فقررت تقسيم وقتها بين شجيراتها المفضلة وبستانها الرائع..
وبين معرفة سر صاحب النخلة..الذي تلتمس له العذر فيما يفعله بها..
لكنها بقيت رغم ذلك كله تحب بستانها بجميع ما يحويه من أشجار  .         









هناك تعليق واحد: